الباب الأول
مقدمة
حمدا لمن بيده زمام الأمور، يصرِّفها
على النحو الذي يريده. فهو الفعال لما يريد، إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن
فيكون؛ سبحانه، قد برئ كلامه من لفظ و حروف، وتقدست أسماؤه، وجلت صفاته، وكانت
أفعاله عيون الحكمة؛ وصلاة و سلاما علىالنبي العربي الأمي، أفصح من نطق باالضاد:
محمد عبده ورسوله، و على آله وإخوانه من الرسل و الأنبياء، مصابيح الهدى، وأعلام
النجاة، ومن نحا نحوهم واقتدى بهداهم.
الباب الثانى
الجملة التى لها محل من الإعراب
الجملة، إن صحَّ تأويلها بمفردٍ، كان
لها محلُّ من الإعراب: الرفع أو النصبُ أو الجرُّ، كالمفرد الذي تُؤَوَّلُ به،
ويكونُ إعرابها كإعرابه.
فإن أُوِّلت بمفردٍ مرفوعٍ، كان
محلُّها الرفع، نحو: ((خالدٌ يعملُ الخيرَ))، فإن التأويل: ((خالدٌ عاملٌ للخير)).
وإن أُوّلت بمفردٍ مجرور، كانت في محل
جرِّ، نحو: ((مررتُ برجلٍ يعملُ الخيرَ))، فإن التأويلَ: ((مررتُ برجلٍ عاملٍ
للخير)). وإن لم يصحَّ تأويلُ الجملة بمفردٍ؛ لأنها غيرُ واقعةٍ موقعهُ، لم يكن
لها محلُّ من لإعراب، نحو: ((جاءَ الذي كتبَ))، إذ لا يصح أن تقول: ((جاءَ الذي
كاتب)).
والجمل التي لها محلُّ من الإعراب سبع:
۱- الواقعةُ خبرًا. ومحلها من
الإعراب الرفعُ، إن كانت خبرًا للمبتدأ، أو الأحرفِ لمشبهةِ بالفعلِ، أو
"لا" النافية للجنس، نحو: ((العلمُ يرفعُ قدرَ صاحبه))، ((إن الفضلةَ
تحبُّ))، ((لا كسولَ سيرتُهُ ممدوحةُ)). والنصبُ إن كانت خبرًا عن الفعل الناقصِ،
كقولِهِ تعالى: ﴿وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوْا يَظْلِمُوْنَ﴾ [الأعراف: ۱۷۷]، وقوله: ﴿فَذَبَحُوْهَا وَمَا
كَادُوْا يَفْعَلُوْنَ﴾ [البقرة:۷۱].
۲- الواقعة حالا، و محلُّها النصب، النحو: ﴿وَجَاءُو
أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُوْنَ﴾ [يوسف:۱٦].
۳- الواقعةُ مفعولاًبه. و
محلُّها النصب أيضًا، كقوله تعالى: ﴿قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللهِ﴾ [مريم:۳٠]، ونحو: ((أظنُّ الأمةَ تجتمعُ بعدَ
التفرُّق)).
٤- الواقعةُ مضافاً إليها.
ومحلها الجرُّ، كقوله تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِيْنَ صِدْقُهُمْ﴾ [المائدة:۱۱٩].
٥- الواقعة جوابا لِشرطٍ
جازم، إن اقترنت بالفاءِ أو بـ"إذا" الفجائية. و محلها الجزم، كقوله
تعالى: ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الزمر:۲۳]، وقوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيْئَةٌ
بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيْهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُوْنَ﴾ [الروم:۳٦].
٦- الواقعة صفة، ومحلها بحسب
الموصوف، إما الرفع، كقوله تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا المَدِيْنَةِ رَجُلٌ
يَسْعَى ﴾ [يـس:۲۰]، وإما النصبُ، نحو: ((لاَتَحْتَرِمْ رجلاً
يخونُ بلادَهُ)). وإما الجرُّ، نحو: ((سَقيًا لِرجلٍ يخدمُ أُمتَهُ)).
۷- التابعة لجملة لها محل من
الإعراب. ومحلها بحسب المتبوع: إما الرفع، نجو: ((عليُّ يقرأ و يكتبُ)) وإما
النصبُ، نحو: ((كانت الشمسُ تبدو و تخفى))، وإما الجرُّ، نحو: ((لاتبعأ برجلٍ لا
خيرَ فيهِ لنفسهِ وأمتهِ، لا خيرَ فيهِ لنفسهِ وأمتهِ))
مراجع : جامع الدروس العربية
Tidak ada komentar:
Posting Komentar