الباب الأول
مقدمة
الحمد لله الذي أنار قلوب عباده المتقين بنور كتابه المبين،
وجعل القرآن شفاء لما في الصدور وهدًى ورحمة للمؤمنين. الصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء وأشرف المرسلين سيدنا محمد النبي العربى الأمين الذي فتح الله به أعينا
عميا، وأذانا صما، وقلوبا غلفا وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور والذي حارب
الباطل و أيد الحق وطمس الرزائل وأحيا الفضائل وتم مكارم الأخلاق وهدى الناس إلى
الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين.
نشكر الله تعالى على التوفيق الذي وصل إلى صدور المؤلفين حتى
نستطيع أن نكتب المقالة القصيرة في علم الديع. شكرا كثيرا على الأستاذة التى
أرشدنا علما نافعا في حياتنا وعلّمتنا علم البديع في هذه الجامعة.
أخرا، نرجو منكم العفو على كل حطايا في هذه المقالة. فنرجو إلى
الله التوفيق والهداية.
المؤلفون
الباب الثانى
التقسيم
التقسيم : هو أن يذكر
متعدد، ثم يضاف إلى كل من أفراده، ماله على جهة التعيين- نحو : ( كذَّبَتْ ثمودُ و عادٌ بالقارعة، فأما ثمودُ
فأهلكوا بالطاغيةِ، وأما عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرْصر عاتيةٍ).
وقد يطلق التقسيم على
أمرين آخرين:
أولها – أن تستوفى أقسام الشىء – نحو قوله تعالى: (لَهُ مَا فِى آلسَّمَوَاتِ وَمَا
فِى الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ)-طاه 6.
وثانيا – أن تذكر أحوال الشىء ، مضافا إلى كل منها ما يليق به كقوله تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِى آللهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِيْنَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الكَافِرِيْنَ يُجَاهِدُوْنَ فِى سَبِيْلِ آللهِ وَلاَيَخَافُوْنَ لَوْمَةَ
لأَئِمٍ )
– وكقوله :
سَأَطْلُبُ
حَقِّى بِالْقَنَا وَمَشَايِخِ كَأَنَّهُمُوْا
مِنْ طُوْلِ مَا الْتَثَمُوْا مُرَّدُ
ثِقَالٌ
إِذَا لاَقَوَا خِفَافٌ إِذَا دُعُوا كَثِيْرٌ
إِذَا شَدُّوْا قَلِيْلٌ إِذَا عُدُّوْا
– وكقوله :
وَلاَ
يُقِيْمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ إِلاَّ
الأَذِلانِ غَيْرَ الحَىّ وَالوَتِدُ
هَذَا
عَلَى الخَسَفِ مَرْبُوْطٌ بِرُمَّتِهِ وَذَا يُشَجُّ فَلاَ يَرْثَى لَهُ اَحَد
الجمع مع التفريق
الجمع مع التفريق :
أن يجمع المتكلم بين شيئين فى حكم واحد، ثم يفريق بين جهتى إدخالها – كقوله تعالى
: (خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ، وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْنٍ ).
وكقوله : فَوَجْهُكَ
كَالنَّارِ فِى ضَوْئِهَا وَ قَلْبِى
كَالنَّارِ فِى حَرِّهَا
الجمع مع التقسيم
الجمع مع التقسيم :
أن يجمع المتكلم بين الشيئين أو أكثر تحت حكم واحد. ثم يقسم ما جمع – أو : يقسم أولا، ثم يجمع.
فالأول – نحو : ( اَللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِيْنَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ
تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَىٰ عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ
الأُخْرٰى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًى )
وكقوله المتنبى :
حَتَّى أَقَامَ عَلَى
أَرْبَاضِ خَرْشَنَةٍ تَشْقٰى بِهِ
الرُّوْمُ وَالصَّلْبَانُ وَالْبَيْعُ
لِلرِّقِ مَا نَسَلُوْا
وَالْقَتْلِ مَا الَدُوْا وَالنَّهْبِ
مَا جَمَعُوْا وَالنَّارِ مَا زَرَعُوْا
والثانى – كقوله سيدنا حسان :
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوْا
ضَرُّوْا عَدُوَّهُم أَوْ حَاوَلُوا
النَّفْعَ فِى أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوْا
سَجِيَّةٌ تِلْكَ فِيْهِم
غَيْرُ مُحْدَثَةٍ إِنَّ الخَلاَئِقَ
فَاعْلَمُ شَرَّهَا البِدْع
الباب الثالث
الخلاصة
التقسيم : هو أن يذكر
متعدد، ثم يضاف إلى كل من أفراده، ماله على جهة التعيين.
الجمع مع التفريق :
أن يجمع المتكلم بين شيئين فى حكم واحد، ثم يفريق بين جهتى إدخالها.
الجمع مع التقسيم :
أن يجمع المتكلم بين الشيئين أو أكثر تحت حكم واحد. ثم يقسم ما جمع.
مراجع
السيد أحمد الهاشمى. 1960. جواهر البالغة في المعانى
و البيان و البديع. سورابايا : مكتبة الهداية
Tidak ada komentar:
Posting Komentar